صراع الفضاء – لماذا تتسابق الدول و الشركات للوصول للقمر
بقلم / محمودالأنصارى .
الفدان على القمر كان يبيعه بحوالى 25 دولار أمريكى ، و كوكب بلوتو كله كان عرضه بحوالى 250 ألف دولار أمريكى ، طبعاً حضرتك سوف تتخيل أن جموع غفيرة أدعت أنه مجنون ! ، أو لم يكن يوجد أحد ليُصدقه ، لكن .. المفاجأه أنه عمل ثروه من وراء البيع المتتالى لهذه الأجرام السماوية تُقدر بحوالى 12 مليون دولار أمريكى ، و هذا رغم عدم منطقية الموضوع ، لكنه يكشف عن جانب من مُشكلة كبيرة قادمة بالنسبة لتعاملات الدول على الأجرام السماوية مثل القمر و حقوق الملكية الفضاء .
تعالوا بنا نرجع الى المُعاهدة المنصُوصة و المُوثقة من الأمم المتحدة لعام 1967 ،و التى وقعًت عليها دول كثيرة منها الدول القادرة على الوصول الى الفضاء مثل الولايات المتحدة و الاتحاد السوفيتى ، على أنه لا يمكن لأى دولة امتلاك اى أرض خارج الكرة الأرضية ، و بماأن الولايات المتحدة هى الوحيدة التى وصلت للقمر بعد التوقيع على هذه المُعاهدة بعدها بسنتين ووضعت العلم الأمريكى فوق سطح القمر – لا يهمنا الآن ان كانت صادقة فى ذلك أو غير ذلك – ،و بالتالى القمر أصبح على المشاع العالمى بتناول جميع البُلدان ن الاتفاقية نصت على انه لا يجوز لأمم الأرض استخدام القمر و الأجرام السماوية إلا لأهداف سلمية و بذلك حظر انشاء قواعد عسكرية لأى دولة أو وضع أسلحة دمار شامل عليها ، كل هذا كلام جميل ، أذن أين المُشكلة ؟
الحقيقة هناك مشكلتين
- أن هذه المعاهدة تم التفاوض عليها فى حقبة الستينات أى لها أكثرمن 50 سنة ، عندما كانت أجهزة الكمبيوتر بحجم الأتوبيسات وقتها و لم يكن الأمر مُعقداً مثل الأن فى ظل التطور التكنولوجى الرهيب الذى يشهده العالم الآن ، وقت توثيق المٌعاهدة لم تكن تُجيب على العديد من التساؤلات و بعد هبوط نيل أرمستروج على سطح القمر سنة 1969 ضمن مشروع أبوللو التابع للولايات المتحدة ، و أخر انسان سارت قدماه على سطح الأرض كان Gene Cernan سنة 1972 ، ومن وقتها لم يسر على سطح القمر حتى الآن ، أى أننا بنتكلم على مدة 50 سنة لم يذهب أحد للقمر مرةً ثانية .
- وضع المعاهدة على وشك التغيير الجذرى فى الوقت الحالى ، حيث يوجد العشرات من المهام المخطط لها على مدار العشرين سنة القادمة – ان شاء الله – سوف نرى الكثيرمن الرحلات الذاهبة للقمر 2023 مثل الصين و روسيا واليابان و الهند و الاتحاد الأوروبى و كذلك الأمارات المتحدة بقيادة هزاع المنصورى كلهم لديهم خطط جادة للعودة الى القمرن ولم يقتصر الأمر على الحكومات و الوكلات الفضائية و لكن أيضاً الشركات الخاصة هى أيضاً و أن هذه الشركات هى التى سوف تقود العالم الى التحول الرهيب فى مجال الفضاء فى الفترة القادمة مثل Lockheed Martin , Space X و مقدرة هذه الشركات لانخفاض سعر السفر للفضاء .
و شغف الدول و الشركات على الذهاب الى القمر هو ثروته المعدنية الهائلة مثل الهليوم 3 و هو عنصر نادر جدا و يُستخدمفى الانصهار النووى لانتاج مصدر للطاقة نظيف ، لدرجة بعض العلماء قالوا أن وجود الهيليوم 3 على القمر سوف يجعله خليج عربى جديد .
ما سر تكون الهيليوم 3 على القمر ؟
من ألاف السنين و الشمس تقوم بدورها فى نثر جزيئات نحوالقمر حيث أنه غير محمى بغلاف جوى و بذلك تكون مخزون ضخممن الهيليوم 3 فى تربة القمر ، وكذلك من المواد الثمينة على القمر أيضاً الجليد ، فى السنوات الماضية تم اكتشاف الجليد الموجود فى فوهات القمر فى القمر الشمالى أوالقطب الجنوبى للقمر ، و هذا الجليد يمكن استخدامه فى استخراج الهواء أوالماء أو حتى تحويله لوقود للصواريخ و هذه موارد أساسية و فعالة للبشر من أجل العيش بشكل دائم على القمر ، وفى بعثات سوف يكون شغلها الشاغل هو الجليد الموجود على سطح القمر ، و من الأسباب الأخرى التى تجعل الشركات و الدول المنافسة للوصول الى القمر هى السياحة بمعنى السياحة الفضائية على سبيل المثال فى سبتمبر الماضى 2018 كشفت شركة Space X على أن أول سائح للقمر و هوالملياردير الشاب اليابانى Yusaku Maozawa الرحلة سوف تكون 2023 ، و طبعاً هذه الرحلة سوف يعقبها رحلات عديدة الى القمر سوف تأخذ أعداد أكبر من السياح بعد ذلك ، الى جانب الموارد والمعادن و السياحة فالقمر دليل استكشافى عن الفضاء الخارجى كله مثل رحلات المريخ مثلاً .
المصدر : المخبر الاقتصادى
لمشاهدة الفيديو اضغط هنـــــــــــــــــــــا